طالبات جامعة الإمارات العربية المتحدة يستخدمن الموارد الإماراتية لمعالجة القضايا البيئية الهامة
مع وجود حوالي 40 مليون شجرة نخيل منتشرة في جميع أنحاء دولة الإمارات العربية المتحدة، تبحث مجموعة من طالبات الجامعة عن طرق مبتكرة ومستدامة للاستفادة من تلك الموارد.
يتم حاليا العمل على تطوير أدوات المائدة المبتكرة القابلة للتحلل الحيوي المصنوعة من مخلفات النخيل من قبل نوران موسى وصبيرة حارس، طالبتا دكتوراه في كلية الهندسة بالجامعة؛ وإيمانويل جاليوانجو، خريج دكتوراه حديثًا؛ تحت إشراف الأستاذ الدكتور علي المرزوقي والأستاذ الدكتور باسم أبو جدايل في قسم الهندسة الكيميائية والبترول، والشريك الصناعي يوسف كيريس. مثل هذا العمل أمر بالغ الأهمية في الوقت الحاضر، ويدعم أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة للحفاظ على مستقبل كوكب الأرض.
بعد تخرجها بدرجة البكالوريوس في الهندسة الكيميائية في جامعة الإمارات العربية المتحدة في عام 2018، بدأت نوران موسى العمل مع أساتذتها لإيجاد ابتكار يرتبط بمخلفات النخيل. وبعد فترة وجيزة، وجدوا اهتمامًا بالمنتج من قبل يوسف كيريس، الذي بدأ بصنع الورق من المخلفات، وانضم إلى الأساتذة والطلاب في صنع أدوات المائدة لاستبدال المواد البلاستيكية ذات الاستخدام الواحد. وتقول: "لقد فكرنا في المشكلة الخطيرة التي نواجهها فيما يتعلق باستخدام المواد البلاستيكية ذات الاستخدام الواحد لأنها تستغرق آلاف السنين لتتحلل ويتم التخلص منها في المحيطات". "إنها المصدر الرئيسي لتلوث الهواء والتربة، لذلك أردنا إنتاج أدوات مائدة صديقة للبيئة وقابلة للتحلل."
أدى إيمانويل جاليوانجو، الذي يعمل حاليًا كزميل ما بعد الدكتوراه في كندا، دوراً رئيسياً في تصميم المشروع بفضل عمله في إنتاج مواد كيميائية عالية القيمة من مخلفات النخيل. استغرق تطوير المنتج عامين، حيث انضمت صبيرة حارس في عام 2019. بصفتها طالبة دكتوراه في الموارد المائية في جامعة الإمارات العربية المتحدة، اختارت المساهمة في المشروع للمساعدة في تحسين أفضل تركيبة للحصول على أدوات مائدة مستدامة. وبعد عدد من الاختبارات، تمكن الفريق من إنتاج الشوكات والسكاكين والملاعق وأدوات التقليب بنجاح عن طريق طحن أوراق النخيل وخلطها مع متعدد حمض اللاكتيك، قبل تطوير أدوات المائدة القابلة للتحلل والتي يمكن أن تحل محل المواد البلاستيكية ذات الاستخدام الواحد. وتقول: "في الوقت الحالي، أدوات المائدة المتوفرة في السوق ليست قابلة للتحلل الحيوي بشكل كامل". "لكن منتجنا مركب حيوي جديد تمامًا قابل للتحلل الحيوي بنسبة 100% ويمكننا تطوير منتجات مختلفة منه".
تعتبر معظم المواد البلاستيكية ذات الأساس البترولي غير قابلة للتحلل الحيوي، مما يسبب ضررًا كبيرًا للبيئة. بالنسبة لصبيرة حارس، كان المشروع ذا أهمية كبيرة لأنه يسد فجوة في السوق بينما يساعد البيئة والاستفادة من 500,000 طن سنويًا من مخلفات النخيل في الإمارات العربية المتحدة، والتي يتم التخلص منها حاليًا في مكبات النفايات أو حرقها في المزارع، مما تسبب في مزيد من التلوث البيئي والاحتباس الحراري.
بعد فترة وجيزة، أسس يوسف كيريس منشأة تجارية في جبل علي بدبي، حيث يتم حاليًا إنتاج أدوات المائدة ذات الاستخدام الواحد. نتيجة لذلك، يتم استخدام مخلفات النخيل اليوم كأداة تقوية مع متعدد حمض اللاكتيك في تطبيقات أدوات المائدة وحل مشكلة بيئية رئيسية في دولة الإمارات العربية المتحدة.
تصف نوران موسى الإنجاز بأنه حلم تحقق، حيث تسعى للحصول على درجة الماجستير في الهندسة الكيميائية في الجامعة للمساعدة في حل التحديات البيئية. منذ بداية دراستها في جامعة الإمارات العربية المتحدة، كان هدفها دائمًا إطلاق العمل البحثي الذي يمكن أن يساعد في الحفاظ على استدامة البيئة وتحسين الرفاهية العامة للأشخاص، مع تقليل المخلفات للمساعدة في تحقيق الأهداف.
بعد التقدم بطلب للحصول على براءة اختراع و "شهادة سلامة الغذاء" من قبل بلدية دبي، تم تقديم المنتج في معرض دبي إكسبو 2020 ، حيث يتم عرضه حاليًا.
قدمت الجامعة أحدث المرافق للطلاب لإجراء البحوث المكثفة المطلوبة في جميع المراحل. أشاد الطلاب بأساتذتهم على رؤيتهم المستقبلية لاستهداف المنتجات التي يمكن تسويقها في السوق وأخذ الطلاب خارج المختبرات للتوسع في تدريسهم. توضح صبيرة حارس "يركز بحثنا على تحويل المخلفات في الإمارات العربية المتحدة لتطوير منتجات ذات قيمة مضافة".
وتؤيد نوران موسى تلك الافكار، مشيرةً إلى أن جامعة الإمارات العربية المتحدة تشارك بقوة في الصناعة لتلبية احتياجات السوق المختلفة، وذلك بهدف مساعدة الطلاب في أبحاثهم والمجتمع ككل. تقول: "يمكننا رؤية النتائج مباشرة". "بمجرد أن ننتهي من عملنا، يمكننا تحقيق أحلامنا."
جدير بالذكر أن الفريق لقي تعاون مثمر مع الجامعات المحلية الأخرى، في حالة الحاجة إلى الاختبارات غير المتوفرة في الحرم الجامعي. في النهاية، يعتبر الفريق أن جامعة الإمارات العربية المتحدة الخيار الأفضل عندما يتعلق الأمر بجودة مرافقها وتنوع مساقاتها.
هل تجد هذا المحتوى مفيد ؟
Sorry
There is no English content for this page
Sorry
There is a problem in the page you are trying to access.