دراسة لتطوير مقياس الرضا الزوجي الإماراتي تؤكد أهيمه إجراء الدارسات المحلية
مع ارتفاع معدلات الطلاق بين المواطنين في الإمارات العربية المتحدة ونقص الأدبيات المتعلقة بالزواج في الثقافة الإقليمية، شرع فريق من الباحثين من جامعة الإمارات العربية المتحدة في دراسة المشكلة.
الدكتور سعد اليعاقيب، الأستاذ المساعد في علم النفس التربوي في كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية بجامعة الإمارات العربية المتحدة، هو الباحث الرئيسي في فريق البحث الذي ترأسته الدكتورة فاطمة الدرمكي.
اختار الفريق دراسة معدلات الطلاق المتزايدة في الإمارات العربية المتحدة من ناحية الرضا الزوجي، حيث قد توفر القضايا في مثل هذا الموضوع رؤى عن العوامل الأساسية لمعدلات الطلاق المرتفعة.
بعد تلقي تمويل من منظمة محلية لبحث القضية الاجتماعية، قام الفريق بمراجعة الأدبيات الدولية لمعرفة المقاييس المحتملة للرضا الزوجي. حيث كشفت الدراسة عن أن معظم المقاييس لا تتوافق مع الثقافة الإماراتية، ويرجع ذلك أساسًا إلى العناصر حتى الآن، تم استخدام المقياس من قبل الممارسين في العيادات المحلية في الإمارات العربية المتحدة كأداة تشخيصية على الأزواج الإماراتيين الذين يعانون من مشاكل زوجية. مع إصدار نسخة مختصرة، يعمل فريق البحث حاليًا على اثبات صحتها في الدول الخليجية المجاورة. وقال الدكتور سعد اليعاقيب "إن هذا يعني إذا تمكنا من اثبات أن احد عناصر البناء النفسي، وهو الرضا الزوجي، يظهر بطريقة مختلفة تمامًا، فماذا يعني ذلك بالنسبة لعناصر البناء النفسي الأخرى في هذه المنطقة؟" "هذه هي النقطة الرئيسية الفريدة في دراستنا - لقد زودتنا بالأدلة على أنه يجب علينا حقًا التحقيق في عناصر البناء النفسي الأخرى من خلال نهج تصاعدي أيضًا."
بصرف النظر عن الآثار المترتبة على عناصر البناء النفسي الأخرى، قدمت الدراسة الفريدة من نوعها للدكتور سعد اليعاقيب دليلاً على أن دول الخليج هي مجموعة بحثية فريدة تختلف عن العالم العربي الأوسع. تميل معظم الأدبيات اليوم إلى تجميع الدول العربية أو الإسلامية معًا، بينما على الرغم من التداخل من حيث الدين والهوية، فإن سكان المنطقة يتمتعون بسمات فريدة تستدعي اتباع نهج منفصل. وأشار إلى أن "هذا أثر مهم آخر وجدناه". "ليس من الدقة تعميم الدراسات من الدول الثقافية الفريدة التي تلعب دورًا في المجتمع الإماراتي عندما يتعلق الأمر بالطقوس الزوجية والأعراف الاجتماعية والتوقعات من الأزواج ومشاركة الأسرة. لا يبدو أن المقاييس الحالية تنطبق على هذه العناصر الثقافية الفريدة. وأوضح الدكتور سعد اليعاقيب، "إنها تختلف عن الأطر الاجتماعية الغربية". "لم يكن هناك مقياس لاستكشاف الرضا الزوجي من خلال نهج أصيل شامل، لذلك شرعنا في القيام بذلك."
على الرغم من أن تطوير مثل هذا المقياس هو عملية طويلة وشاقة، فقد رأى فريق البحث أهميته في مساعدة المجتمع المحلي. ونتيجة لذلك، قاموا بتطوير مقياس الرضا الزوجي الإماراتي على مدى عامين، بدءًا من مشروع بحثي نوعي لتحديد كيف ينظر المواطنون إلى الرضا الزوجي وما الذي يبحثون عنه في هذا المجال.
قدمت نتائج البحث دليلاً على كيفية إدراك الرضا الزوجي في الإمارات العربية المتحدة. قال الدكتور سعد اليعاقيب إنهم وجدوا تناقضاً صارخاً مع ما تحتويه الأدبيات العالمية. على سبيل المثال، أحد العناصر الأساسية للرضا الزوجي كما يراه الإماراتيون هو كيفية تعامل الزوج/الزوجة مع أسرة الطرف الأخر.
باستخدام هذا المنظور كأساس، صاغ الفريق قائمة بالعناصر لتحديد الرضا الزوجي من منظور وثيق الصلة بالثقافة الاماراتية، وأجرى عملية تدقيق فنية للتوصل إلى مقياس يتكون من 30 عنصرًا. بعد تطبيق المقياس، أشار الدكتور سعد اليعاقيب إلى أنهم اكتشفوا نتائج هامة لم تقدم فقط منظورًا محليًا حول الرضا الزوجي، ولكن كان لها أيضًا آثارا هامة على البحث النفسي في المنطقة. الإسلامية أو العربية على هذه المنطقة دون التحقق من صحتها أولاً".
يعمل الدكتور سعد اليعاقيب وفريق البحث على البناء على صحة المقياس والانخراط في برامج التوعية المجتمعية لنشر مقياس الرضا الزوجي الإماراتي لجمهور أكبر من الباحثين والممارسين. يعتقد الدكتور سعد اليعاقيب أن صانعي السياسات في دول مجلس التعاون الخليجي يمكن أن يستفيدوا حقًا من دعم سلسلة من الدراسات ذات الصلة ثقافيًا، حيث أنها تشكل الطريق نحو أدوات التشخيص النفسي المصممة خصيصًا للسكان المحليين، بدلاً من استخدام الأدوات النفسية الدولية التي قد لا تتوافق مع التصورات المحلية للعناصر المشتركة للبناء النفسي.
في حالة الأزواج في الإمارات العربية المتحدة، يتيح نظام مقياس الرضا الزوجي الإماراتي للمعالجين قياس توقعاتهم بشكل أكثر دقة، وحل مصادر النزاعات المحتملة في الزواج، ووضع خطط علاج أفضل موجهة نحو الثقافة المحلية.
وأثنى الدكتور سعد اليعاقيب على جامعة الإمارات العربية المتحدة لدورها الرئيسي في تطوير المشروع. وأشار إلى أن الدعم الذي تلقاه فريق البحث من الجامعة كان له دور فعال في نجاح المشروع، حيث مهدت خدمات الدعم الأكاديمي والبنية التحتية الطريق لفريق البحث للالتقاء وإجراء الدراسة.
هل تجد هذا المحتوى مفيد ؟
Sorry
There is no English content for this page
Sorry
There is a problem in the page you are trying to access.