وحدة تطوير النخيل في جامعة الإمارات العربية المتحدة تنجح في أنشاء أول بنك وراثي لإنتاج النخيل في الدولة
Mon, 6 June 2022
من خلال تقنيات زراعة الأنسجة الحديثة
ضمن التوجه الاستراتيجي لجامعة الإمارات العربية المتحدة في تعزيز دور مراكزها البحثية للريادة والابتكار في البحث العلمي، استطاع فريق من الباحثين المميزين من وحدة تطوير النخيل التابعة لقسم تطوير بحوث النخيل في جامعة الإمارات من التخطيط لإنشاء "أول بنك وراثي للحفاظ على أنسجة النخيل" بالدولة، باستخدام تقنيات زراعة الأنسجة الحديثة، لعدد 150 صنفا من أصناف النخيل، وهي "تقنية الأنابيب" لأكثر أصناف أشجار النخيل بالدولة.
وتساهم جامعة الإمارات العربية المتحدة في تطوير القدرات البحثية في الدولة عبر تعزيز البحث العلمي في المجالات الاستراتيجية لمراكزها البحثية المختلفة للوصول للاستخدام الأمثل للموارد المتاحة لضمان تحقيق الأمن الغذائي عبر الاستراتيجية العلمية والبحثية للنهضة الزراعية الشاملة بالدولة للأبحاث المتعلقة بتطوير وإنتاج أشجار النخيل في الدولة منذ العام 1989.
حيث استطاع فريق من الباحثين بالمركز، من تطوير وإنتاج مليون شجرة نخيل من 65 صنف ونوع، واستنبات أكثر من 60.000 إلى 80.000 ألف نبته جديدة سنويا، كنتيجة لاستخدام تقنيات الزراعة العلمية وتقنيات زراعة الأنسجة الحديثة.
وأوضحت الأستاذة موزة الشامسي – رئيس وحدة تطوير النخيل، أن إنشاء البنك الوراثي هو الخطوة الطبيعية التالية في الاستراتيجية الكلية للمركز، حيث سيتبع البنك الوراثي العمليات القائمة في المركز مثل "البصمة الوراثية" حيث يسترجع المركز أوراق النباتات، ويقرأ مواصفاتها ويخزنها كمرجع للاستخدام في المستقبل، ونبدأ بالنباتات الأم والتي يوجد منها في الدولة أكثر من 200 صنف من أصناف النخيل ، ثم نقوم تدريجيا بإزالة الأوراق الخارجية والجذور حتى نصل إلى قلب نبات النخيل - ونطلق عليه "نسيج نباتي قابل للتكاثر"، ويتم بعد ذلك نقله إلى المختبر وتعقيمه ومن ثم تبدأ تقنية زراعة الأنسجة.
وأضافت قائلة "يأتي استخدام هذه التقنية الحديثة على عدة مراحل حيث يتم بالبدء في المرحلة الأولى بإنتاج البراعم وتستغرق المدة من سنة إلى سنتين ، وهي المدة التي نحتاجها لإكثار شجرة النخيل، وما أن نحصل على هذه البراعم ننتقل إلى المرحلة الثانية التي نطلق عليها "التكثير"، حيث نقوم بإكثار البراعم، وتأتي المرحلة الثالثة وهي "مرحلة الاستطالة"، حيث تتم الزراعة الثانوية للبراعم في وسط آخر لتحفيز استطالتها وانتاج الجزء الهوائي منها بدون نظام جذري، وعندما تصل إلى ارتفاع من 10 إلى 12 سم، تتم الزراعة الثانوية لهذه النباتات الصغيرة في وسط جذري. وأخيراً الخطوة الرابعة هي مرحلة "التجذير" ، حيث تقوم الأوراق بإنتاج الجذور. وعندما تصبح النباتات الصغيرة الناشئة قوية بما فيه الكفاية، ننقلها إلى البيت الزجاجي. وبعد مرور حوالي سنة في البيت الزجاجي، يمكن نقل النبتة إلى الحقل.
وعند مقارنة هذه التقنية مع الزراعة الطبيعية لأشجار النخيل، وهو الأمر المعتاد عليه في الدولة، توضح الشامسي بأن النباتات التي يتم انتاجها عن طريق زراعة أنسجة النخيل لها فوائد لا تحصى، تتضمن ارتفاع معدل حياة النبتة، وسرعة نموها، ونضوجها المبكر وزيادة محصولها. إضافة إلى كونها خالية من الأمراض والآفات وعدم حاجتها إلى الكثير من الماء نظراً إلى أنه قد تم تجذيرها على نحو سليم ومتقن.
ويعود ارتفاع معدل الحياة إلى قوة النظام الجذري إلا أن هذا الأمر ليس له علاقة بقلة الحاجة إلى الماء من جهة، كما أن اختيار تقنية زراعة الأنسجة ينتج ثمار مبكرة لمدة لا تقل عن ثلاث سنوات بعد الزراعة ويزيد محصول الثمار من جهة أخرى.
وتقدم زراعة الأنسجة ميزة التوافق والتطابق للمزارعين، فمن خلال الفروع الجانبية يمكنك التأكد من أن النباتات في العمر نفسه وبالتالي الحصول على الثمار في الوقت نفسه بالإضافة إلى إن إحدى الفوائد الأخرى لزراعة الأنسجة هي صغر حجم نباتات النخيل مما يسهم في سهولة نقلها من مكان إلى آخر ومن دولة إلى أخرى.
وفي إطار خطط التنمية التي تنتهجها الحكومة الرشيدة في تطوير وتنمية الزراعة وأبحاثها العلمية المتطورة عبر جامعتها الوطنية بصفة عامة، وأشجار النخيل بصفة خاصة يتضح ذلك من التوسع المستمر في الموارد والاستثمارات الزراعية، والنمو السريع في أعداد أشجار النخيل، والزيادة المتواصلة في حجم التمور وتنوعها، وفي الاستخدام الواسع للتقنيات الحديثة، والمبادرات الهامة في مجال تصنيع وتسويق وتصدير التمور، وهي أحد الأدوار التي تفخر بها جامعة الإمارات في القيام بها وتنفيذ هذا البرنامج الهام في تطوير أبحاث النخيل.
هل تجد هذا المحتوى مفيد ؟
Sorry
There is no English content for this page
Sorry
There is a problem in the page you are trying to access.