طالبة في جامعة الإمارات تهدف إلى توحيد الروابط الأسرية من خلال دراسة بحثية حول وسائل التواصل الاجتماعي
أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي أداة قوية لاستهلاك الأخبار والترفيه. لكن المنصات، مثل تويتر وانستغرام و فيسبوك وغيرها، تُعتبر بشكل متزايد سلاحًا ذا حدين، مما يدفع المزيد والمزيد من الشباب إلى الإدمان.
وقد أحدثت هذه التبعية تأثيرًا سلبيًا على حياتهم الأسرية، وفقًا لموزة حميد عبد الله اليماحي، طالبة جامعية في جامعة الإمارات العربية المتحدة. درست هذه الظاهرة من خلال مشروعها البحثي بعنوان "آثار وسائل التواصل الاجتماعي على العلاقات الأسرية".
بعد أن لاحظت أن الأطفال يقضون معظم وقتهم على وسائل التواصل الاجتماعي، بناءً على تجربتها الشخصية والعائلات الأخرى من حولها، شرعت اليماحي في دراسة هذه الظاهرة لأنها أدت إلى حوادث عزلة متكررة والعديد من القضايا داخل العلاقات الأسرية. وهذا بدوره تسبب في انعدام الرقابة الأبوية وتمرد الشباب على التقاليد والمجتمع. وأوضحت: "لقد لاحظت أن هذا يؤثر على العائلات بطريقة سلبية وليس فقط في عائلتنا، ولكن في العديد من العائلات الأخرى أيضًا".
كانت اليماحي، المتخصصة في الاتصال الجماهيري، مهتمة منذ فترة طويلة بالموضوع لأنها تشعر أن الكثير من الناس يعتمدون على وسائل التواصل الاجتماعي اليوم، وخاصة بالنسبة للأخبار. وتعلمت خلال دراستها عددًا من العناصر المهمة في المجال، وهي عملية إنشاء الأخبار، وطباعة الصحف، وكذلك إنتاج مقاطع الفيديو والتطبيقات.
وهكذا، بدأت سعيها للحصول على إجابات في سبتمبر 2020 من خلال مزيد من البحث في الموضوع والمشكلة الأساسية المطروحة. كان هدفها اكتشاف المشكلة الرئيسية التي يواجهها الكثيرون في عالم اليوم. بمجرد أن خطر ببالها وسائل التواصل الاجتماعي، اتصلت بمعلمها الدكتور أحمد المنصوري، رئيس قسم الإعلام والصناعات الإبداعية في كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية بالجامعة، الذي شجعها على متابعة فكرتها.
ثم قامت اليماحي باستطلاع اراء 40 أسرة من جميع أنحاء الإمارات العربية المتحدة بتوجيه من المنصوري. ثم حللت إجاباتهم ووجدت أن العامل الأكثر أهمية في بحثها هو أن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي زاد بنسبة 100٪ من سبتمبر 2020 إلى ديسمبر 2020، عندما أكملت مشروعها. تبين أن معظم المشاركين من الطلاب والأطفال الذين يعتمدون على الإنترنت ويقضون معظم وقتهم على منصات التواصل الاجتماعي. وكشفت الدراسة أن مثل هذا السلوك يسبب اضطرابات في الروابط الأسرية. وأشارت اليماحي إلى أن "عددًا كبيرًا من العائلات التي شملتها الدراسة أيدت ذلك ووافقت عليه". "اتفق العديد منهم أيضًا على أن وسائل التواصل الاجتماعي لها العديد من الآثار السلبية على العادات والتقاليد والقيم وسلوك الأطفال."
وجدت في مشروعها أن زيادة الاستخدام أدت إلى الإدمان، والذي بدوره أثر على طريقة تفكير الأطفال. كما وجد أن العديد من الآباء يعانون من هذه المشكلة لأنهم لم يعودوا قادرين على التحكم في أطفالهم من حيث الحد من استخدامهم. اتفق معظم الذين شملهم الاستطلاع على أن أطفالهم أمضوا وقتًا قصيرًا جدًا معهم أيضًا.
سرعان ما اكتسب المشروع شعبية، بعد أن رشح المنصوري اليماحي للمشاركة في مؤتمر أبحاث الطلاب الجامعيين في جامعة الإمارات العربية المتحدة. وهذا بحد ذاته ساعدها في عرضها حيث أتاح لها تلخيص أهم عوامل بحثها بناءً على تقريرها. أرشدتها الجامعة إلى كيفية تقديم بحثها، والذي ساعدها لاحقًا عندما شاركت في مسابقة جامعة أبوظبي البحثية لطلبة الجامعات. أدى عملها الجاد، إلى جانب توجيهات الجامعة، إلى حصولها على جائزة قدرها 2000 درهم وشهادة والمركز الثاني في المسابقة. قالت اليماحي: "لقد شعرت بسعادة بالغة بصدق، لكنني لم أكن اتوقع ذلك أيضًا لأن المنافسة كانت صعبة للغاية". "كان لدي العديد من المنافسين من جميع أنحاء المنطقة، لذلك كان من الصعب الفوز."
واليوم، تشعر بالامتنان تجاه جامعة الإمارات العربية المتحدة لمساعدتها في مثل هذا الوقت الصعب والمثير، لا سيما تجاه المنصوري الذي وجهها في كتابة البحوث بطريقة مفصلة. كما قام أيضًا بالإجابة على جميع أسئلتها في جميع الاوقات، وقدم لها الدعم الذي كانت بحاجة إليه.
لعبت الجامعة دورًا حيويًا لليامحي في العديد من المجالات المختلفة، بما في ذلك مركز الكتابة التابع لها، والذي طلبت منه المساعدة في مراجعة وتحسين العناصر المختلفة لأبحاثها. وأشادت بالتعليم المقدم في جامعة الإمارات العربية المتحدة، حيث يتم تقديم الكثير من المساعدة للطلاب في أي وقت يحتاجون إليه. وأضافت "معلمي كان رائع أيضًا". "وإذا أتيحت لي الفرصة لأخذ مساق أخر معه، فسأفعل ذلك."
لا يزال يتعين عليها اتمام مساقين دراسيين وتدريب عملي، تتطلع اليماحي إلى التخرج في عام 2023 والعمل في مجال الإعلام في المستقبل. وتأمل في تثقيف أولياء الأمور حول القضية التي تطرحها وسائل التواصل الاجتماعي، بهدف الحد من مشكلة التفكك الأسري، وخلق جيل من الأطفال المتقدمين في الإمارات. واختتمت حديثها قائلة: "أريدهم أن يركزوا على أشياء أكثر أهمية بدلاً من مجرد إدمانهم على وسائل التواصل الاجتماعي". "وعندما يقضون وقتًا مع والديهم، سيعرفون الشيء الصحيح الذي يجب عليهم فعله في المستقبل لأنهم سيرشدونهم".
هل تجد هذا المحتوى مفيد ؟
Sorry
There is no English content for this page
Sorry
There is a problem in the page you are trying to access.