الدكتورة فاطمة البريكي
Tue, 13 August 2024
قسم اللغة العربية وآدابها - كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية
شُغِفتُ باللغة العربية منذ طفولتي، فكنتُ أحفظ الشعر العربي القديم والحديث، ثم أصبحتُ أكتبه وأشارك به في المسابقات الأدبية، وكثيرًا ما فزت. لكني حين التحقتُ بالجامعة، وجدتُ نفسي في كلية الطب والعلوم الصحية استجابةً لرغبة والدي. وعندما نجحتُ في إقناعه بالانتقال لكلية الآداب لدراسة اللغة العربية، وجدتُ نفسي في كلية التربية التي قضيتُ فيها عامًا ونصفًا، ثم تمكنتُ من الانتقال إلى الكلية التي أريد. حيث استطعتُ إثبات نفسي شاعرة للقسم، وطالبة متميزة ومتفوقة، وتمكنتُ من الحصول على بطاقة التفوق لأول مرة منذ التحاقي بالجامعة عندما بدأت دراسة التخصص الذي أعشقه.
كان تخرجي بامتياز في هذه الكلية من الأسباب المهمة التي سهّلت تحقيق رغبتي بإتمام دراستي للماجستير والدكتوراه في تخصص النقد والبلاغة. وبمجرد تعييني معيدة في قسم اللغة العربية وآدابها عام 1998م، التحقتُ بالجامعة الأردنية مباشرة، وحصلتُ على درجة الماجستير بتفوق مع مرتبة الشرف عام 2001م، وعلى درجة الدكتوراه أيضًا بتفوق مع مرتبة الشرف عام 2003م. رجعتُ إلى جامعة الإمارات وباشرتُ عملي في قسم اللغة العربية وآدابها، وحصلتُ على الترقية لأستاذ مشارك عام 2009م.
طوال تلك السنوات لم أكن منغلقة على مشاركاتي داخل الجامعة، بل كانت لي الكثير من المساهمات خارجها، مع دائرة الثقافة والإعلام في الشارقة من خلال المشاركة في الملتقيات والمؤتمرات الأدبية، وتحكيم الجوائز الثقافية، ومع هيئة أبوظبي للثقافة والسياحة في تحكيم مسابقات كبرى مثل أمير الشعراء وغيرها. ومع وزارة الثقافة في تحكيم الجوائز وتقديم ورش الكتابة الإبداعية بنسخ مختلفة، ومع وزارة التربية والتعليم في تأليف مناهج اللغة العربية، وفي مراجعة وثائق اللغة العربية، وغيرها الكثير.
إضافة إلى نظم الشعر، أحببتُ كتابة قصص الأطفال التي أمزج فيها بين الحقيقة والخيال، وتوجد الكثير من القصص التي كتبتُها للطفلة التي بداخلي، التي لم تكبر رغم مرور السنوات، ونضج الفكر، وتغير أرقام العمر، إلا أنها بقيت هناك في مكان ما في النفس تساعدني على النظر إلى الحياة من منظور أكثر جمالاً وبراءة من المنظور الذي تجبرنا قسوة الحياة أحيانًا على استخدامه.
أؤلف كذلك الكتب التعليمية للأطفال، والوسائل والألعاب التعليمية التي تقرّب اللغة العربية منهم وتجعل تعلمها ممتعًا، كي يتوافر البديل الذي قد يساعد في تقديم نظرة إيجابية للغة العربية كمادة دراسية. كما أكتب الأغاني التعليمية للأطفال وأسعى لأن تكون خفيفة، فكان لهذه المواهب الأدبية التي حباني الله إياها دور في تعييني "المدير التعليمي" لشركة بداية للإعلام، التابعة لمبادلة، وهي الشركة المنتجة لبرنامج افتح يا سمسم الشهير، في مواسمه الثلاثة الأخيرة، وذلك في الفترة ما بين 2013-2019م. كما أنني الكاتب الرئيسي لحلقات كرتون سراج التي تنتجها مؤسسة قطر، وأيضًا لكرتون أبطال السايبر.
شغلتُ في الفترة ما بين 2018-2021م منصب "الخبير التربوي في الطفولة المبكرة"، في وزارة التربية والتعليم، واستطعتُ في هذه الفترة إنجاز أول منهج عربي أصيل للطفولة المبكرة تحت اسم "عالم الأشكال والألوان"، الذي يعتمد على تعليم الأطفال اللغة العربية اعتمادًا على الأدب، وعلى الواقع اليومي، والخبرات الشخصية للأطفال.
ومن إسهاماتي في تقديم اللغة العربية لفئات أكبر وأكثر تنوعًا، ترأستُ لجنة تأليف منهج اللغة العربية للناطقين بغيرها "العربية تجمعنا" في وزارة التربية والتعليم، وقد طُرح هذا المنهج للتدريس في المدارس الخاصة والدولية في الدولة منذ عام 2020م، وهو المنهج المعتمد فيها للغة العربية حتى اليوم. كما أنني مدرب معتمد في الكتابة الإبداعية، وقد أطلقتُ عام 2017م مبادرة "سما للكتابة الإبداعية"، وقدمتُ الورش التدريبية في مختلف إمارات الدولة، لجميع الفئات العمرية والمهنية. ومن إنجازاتي في هذا المجال أيضًا تقديم البرنامج التدريبي "المؤلف الشاب" الذي أطلقته وزارة الثقافة عام 2017م، للكُتّاب في مجالي القصة القصيرة وأدب الأطفال. وقدمتُ برنامجًا تدريبيًا في كتابة القصة بتنظيم هيئة الشارقة للتعليم الخاص تحت اسم "ملهمون"، لحوالي 50 طالبًا، وأشرفتُ على كتابة وطباعة أفضل 20 قصة لأفضل 20 طالب، عام 2022م. وتم اختياري لتدريب مجموعة من الكُتّاب المبتدئين في "الخلوة الأدبية" التي نظمتها مجموعة كلمات برعاية وزارة الثقافة لعام 2024م.
كل هذه الأنشطة والمشاركات لم تكن تمنعني من القيام بأعمالي البحثية التي أعشقها، فكتبتُ الكثير من الأبحاث ونشرتها في مجلات علمية محكمة، ومعظمها تهدف إلى تجديد البلاغة العربية، واستثمار التكنولوجيا الحديثة، ووسائل التواصل الاجتماعي في تجديد أدوات البلاغة العربية، مثل "أدوات البديع من الشفاهية إلى الرقمية: الجناس نموذجًا"، و"أدوات البديع البصري"، وغيرها. كما ألّفتُ الكثير من الكتب في تخصص النقد والبلاغة، وفي العلاقة بين الأدب والتكنولوجيا، مثل "الأدب التفاعلي"، و"الكتابة والتكنولوجيا"، و"فضاءات الإبداع الأدبي في عصر التكنولوجيا"، و"الملاحظات الأدبية المصورة"، وأيضًا الكتب الموجهة لمعلمات اللغة العربية التي تساعدهن في تأسيس الطلاب في المهارات اللغوية بسهولة ويسر.
وقد حصلتُ على عدد من الجوائز المهمة، مثل: جائزة الشارقة لأفضل كتاب محلي في مجال الدراسات عام 2008م، وجائزة عبد الحميد شومان للباحثين العرب الشُّبّان عام 2009م، وترشّحت قصتي "أصابع وسيم" للقائمة القصيرة لجائزة عبد العزيز المنصور في الكويت عام 2020م، كما عُيِّنتُ سفيرة للمجلس الإماراتي لكتب اليافعين عام 2011م.
ولأني من عشاق جبل حفيت في العين، فقد كتبت نصًّا سرديًّا، اختارته وزارة التربية والتعليم ليكون في منهج اللغة العربية للصف الخامس، بعنوان "حوت على الشاطئ" وهو أول كتاب يُكتب عن جبل حفيت. كما يدرس الطلاب لي قصصًا أخرى في منهج اللغة العربية مثل: "لهذا أقبل يد أمي"، و"رسالة إلى والدي"، و"الخوف يأتي من الداخل".
هل تجد هذا المحتوى مفيد ؟
Sorry
There is no English content for this page
Sorry
There is a problem in the page you are trying to access.