طالبة دكتوراه في جامعة الإمارات العربية المتحدة تجد الشغف في التعليم
أظهر الشباب الإماراتيون في كافة أنحاء الإمارات العربية المتحدة اهتمامًا بترفيه دول جنوب آسيا على مدى السنوات القليلة الماضية. عروة طارق، طالبة دكتوراه في قسم الاتصال الجماهيري في جامعة الإمارات العربية المتحدة شرعت في التعمق في بحث الموضوع من خلال "دراسة تأثير الموجة الكورية -الهاليو". وكان أحد مساقات دراستها في الدكتوراه حول اكتشاف أمور مثيرة للاهتمام في المجتمع المحلي، حيث لاحظت انجذاب المرأة الإماراتية للترفيه الكوري الجنوبي. وبعد موافقة أستاذتها، بدأت أبحاثها في هذا المجال في عام 2017.
لم يسبق للطالبة عروة طارق العمل في مجال البحث الأكاديمي، لذلك بدأت التدريب مع الدكتورة مها بشري، أستاذة مساعدة في قسم الإعلام والصناعات الإبداعية. وقالت: "أن للدكتورة الفضل في اطلاعي على عالم البحث الأكاديمي وأكدت على أهمية تناول موضوعات بحثية نادرًا ما يتم تناولها – كما أنها علمتني أن أنسب لنفسي أفكاري وأعمالي الفردية."
ووجدت أنه تم نشر عدد قليل جدًا من الأوراق البحثية حول الشباب والمجتمع الإماراتي ونمط استخدام وسائل الإعلام المحلية وتأثير الوسائط الرقمية على الجيل الجديد. واليوم وبعد مرور خمس سنوات، تعتقد أنها تستطيع المساهمة في سد هذه الثغرة من خلال العمل البحثي وأطروحة الدكتوراه الخاصة بها. اكتشفت في مرحلة مبكرة العملية الطويلة لنشر ورقة بحثية بما في ذلك الاختيار الدقيق للمجلات وتجنب المجلات غير الموثوقة. بعد عامين ونصف، نُشرت ورقتها البحثية أخيرًا في مجلة (كومون جراوند سكولر).
بعد مشروعها الأول، عملت في مشروعها البحثي الثاني الذي يتناول الرسوم المتحركة اليابانية في الإمارات العربية المتحدة، مع التركيز على إمكانية الوصول إلى وسائل الإعلام والعادات والمفاهيم الثقافية. خلصت ورقتها البحثية السابقة عن الترفيه الكوري إلى ملاحظة تعرض الشباب الإماراتي للرسوم المتحركة اليابانية قبل 30 عامًا. اليوم، ابتكر هؤلاء الشباب رسومًا متحركة وعروضًا ترفيهية لم تجذب للأسف الجمهور أو الاهتمام الذي كانوا يأملون فيه. عند سؤالهم عن الأسباب، أشار معظم المشاركين إلى رداءة جودة المحتوى ونقص الدعم الحكومي من حيث المسار الوظيفي وعدم كفاية الموارد للتنافس مع وسائل الإعلام الدولية.
مع انتقالها إلى ورقتها البحثية الثالثة، ركزت على الرسامات الإماراتيات، اللواتي اكتشفت أنهن ابتكرن عالمهن الافتراضي على منصة التواصل الاجتماعي، انستغرام، للتعبير عن أنفسهن. وقالت: "لقد ساعدتهم وسائل التواصل الاجتماعي على الهروب من واقع المجتمع والتعبير عن أنفسهم بحرية". "الرسوم التوضيحية ليست مجرد رسوم كاريكاتورية، إنها تعبر عن معنى." بعد إجراء مقابلات مع حوالي 25 رسامة محترفة، اكتشفت أنهن على دراية بإمكانياتهن لكنهن يشعرن بنقص الدعم من الحكومة ووسائل الإعلام. ونتيجة لذلك، أدى الافتقار للتشجيع إلى خلق فجوة حيث لا يشعر أكثرهن بالتقدير.
تطلب البحث الشامل الذي أجرته الطالبة عروة طارق للأوراق البحثية الثلاثة دعمًا كبيرًا. كما قامت الدكتورة ميرة الكعبي، رئيسة قسم علم اللغة في جامعة الإمارات العربية المتحدة بتقديم الدعم للطالبة عروة طارق من خلال إشراكها بعملية التدريس منذ بداية دراسة الدكتوراه. حيث أصبحت معيدة ومن ثم تم تكليفها بتدريس الفصول الأولى.
بعد فترة وجيزة، لفتت انتباه الدكتورة فدوى المغيربي، التي كانت مساعدة عميد كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية بجامعة الإمارات العربية المتحدة في عام 2018. وقالت "عندما تُظهر حرصًا على التعلم كطالب، ستحصل على الدعم،". قادها هذا الدعم إلى التسجيل في برنامج التدريس الأكاديمي 2019 في كلية الدراسات العليا بالجامعة - دورة مكثفة لمدة عام واحد لطلاب الدكتوراه للتعرف على التدريس والبحث. كما تعلمت أيضًا استخدام التكنولوجيا الرقمية في تدريس الطلاب أثناء التدريب على إعداد المناهج والمساقات. قالت "تلقينا دروس نظرية ثم تم تكليفنا للعمل في كلياتنا". "لقد تم اختياري من قبل مشرفتي حيث ساعدني ذلك كثيرًا - لقد كنت تحت إشرافها لفصلين دراسيين اثناء التدريس وإعداد أوراق الاختبارات وتصحيحها وكافة اشكال التدريب".
نسبت الطالبة عروة طارق الفضل الكامل في هذا التدريب لجامعة الإمارات العربية المتحدة، ووصفت تجربتها في دراسة الدكتوراه بأنها واحدة من أفضل التجارب في حياتها. وأضافت: "لقد شعرت بالحماس حقًا طوال الوقت". "إذا كنت شغوفًا بشيء ما، فكل شيء يأتي بسهولة." لقد تعلمت أن أصبح أكثر تركيزًا واحترافية إلى حد كبير. زودتها الجامعة بالأدوات اللازمة لاكتساب هذه المهارات وأكملت دورتها التعليمية الكاملة. وقالت إن هذا جانب مهم للغاية للتعلم داخل هذه المنطقة لأن "التدريس فن: فكلما كان أكثر إبداعًا، زادت فرص تمكين الطلاب وتدريب وإعداد المشرفين مسبقًا."
حاليا في الفصل الدراسي الأخير، تبحث الطالبة عروة طارق عن خبرة على أرض الواقع، حيث تواصل عملها بدوام جزئي مع كلية الإدارة والاقتصاد بجامعة الإمارات العربية المتحدة في برنامج ماجستير إدارة الأعمال الجديد، المقرر طرحه قريبًا. واختتمت قائلة "هذا العمل يعطيني فكرة جيدة عن كيف ستكون الأمور عندما يتعلق الأمر بطرح برامج جديدة وجذب الطلاب وإعداد المناهج الدراسية". "الرحلة بدأت للتو".
هل تجد هذا المحتوى مفيد ؟
Sorry
There is no English content for this page
Sorry
There is a problem in the page you are trying to access.