التميز في التعليم

طالبة من جامعة الإمارات العربية المتحدة تفوز بالجائزة الأولى في علم الاجتماع

شما النيادي طالبة دراسات عليا في جامعة الإمارات العربية المتحدة  تولد لديها اهتمام بدراسة خطط الانجاب المستقبلية لدى الشابات الإماراتيات. حيث سعت إلى معرفة العدد المثالي الذي ترغب المرأة الإماراتية في إنجابه من الأطفال في المستقبل. وأظهر استبيان استطلع أراء 210 شابة من منطقة أبوظبي تتراوح أعمارهن بين 18 و 29 عامًا، أن العدد المثالي هو أربعة أطفال حسب أراء الشابات الإمارتيات.

أثار هذا المجال أهتمام شما النيادي في البداية بعد أن لاحظت أن النساء في الإمارات ينجبن عددًا أقل من الأطفال متذرعات بأسباب منها الموارد المالية والرغبة في متابعة الدراسة. حيث قادها ذلك إلى التفكير في مستقبل مجتمعها ومعرفة كيف يمكنها المساهمة في دراسة التركيبة السكانية لدولة الإمارات العربية المتحدة.

بدعم من استاذتها، الدكتورة تاتيانا كارابشوك، أستاذة علم الاجتماع الاقتصادي في قسم الحكومة والمجتمع بالجامعة، حقق المشروع نجاحًا باهرا. فازت شما النيادي بالمركز الأول في فئة علم الاجتماع في المسابقة الثامنة لبحوث البكالوريوس التي تنظمها جامعة أبوظبي، وتلاها طالبان آخران من جامعة الإمارات العربية المتحدة. قالت: "عندما فزت بالمسابقة، شعرت بالسعادة والفخر". "وكنت ممتنًة لأستاذتي لأنها شجعتنا ووجهتنا للتسجيل في هذه المسابقة."

بالنسبة للشباب الإماراتي، فإن اكتشاف مثل هذه المعلومات أمر بالغ الأهمية للتمكن من مراقبة ظروف السكان المقبولة في السنوات القادمة وما يمكن تحقيقه لمعدلات الخصوبة المستقبلية. كما ستوفر مثل هذه الأبحاث للشابات الإماراتيات صورة أوضح عن نواياهن في المستقبل لأن الأولوية لدى الكثيرات، اليوم، موجهة نحو التعليم والعمل. أوضحت شما النيادي، أن الأمومة ليست أولوية للشابات الاماراتيات، ومن ناحية أخرى كانت مشغولة للغاية في إكمال أربعة أشهر من التدريب في الشرطة المجتمعية في العين وتلقي تدريبًا آخر لمدة شهر في هيئة أبوظبي للطفولة المبكرة، من أجل تنمية معرفتها.

وهي تخطط الآن لمتابعة مشروعها من خلال توسيع نطاقه ليشمل ما لا يقل عن 1000 امرأة في جميع الإمارات السبع. هذا سيجعل نتائجها أكثر دقة ويعكس الوضع الفعلي للدولة ككل.

على الرغم من أنها أكملت دراستها الجامعية، إلا أن شما النيادي تصر على متابعة مشروعها خارج الجامعة، مما ساعدها على تزويدها بعدد من الأدوات الحاسمة للنجاح في بحثها. يشتمل بعضها على بيئة مناسبة للطلاب للتميز وتوفر سهولة الوصول إلى المرافق المختلفة، مثل مكتبة الجامعة ومركز الخدمات الطلابية. بالنسبة إلى شما النيادي، لم تكن الحياة الجامعية دائمًا على هذا النحو، حيث كانت تعاني في البداية مع اللغة الإنجليزية. لكن الجامعة ساعدتها في الحصول على شهادة نظام اختبار اللغة الإنجليزية الدولي (IELTS) من خلال مركزها الخاص. وأضافت: "ساعدني مدرس في الجامعة في الدراسة والعمل بجد للحصول عليها". "كان مركز الخدمات الطلابية مفيدًا أيضًا لأن الطلاب يعلمون بعضهم البعض في تخصصاتهم ويساعدونهم على النجاح."

كما لعبت الأستاذة تاتيانا كارابشوك دورًا أساسيًا في رحلتها، حيث شجعتها ودعمتها في تخصصها لفهم علم الاجتماع بشكل أفضل. ووصفت معلمتها بأنها توفر الدعم الاساسي والتوجيه فيما يتعلق ببحوثها. قبل جائحة كوفيد 19، كانت تأخذ طلابها بانتظام في رحلات تعليمية، إلى أماكن مثل وزارة التربية والتعليم، لمزيد من المساعدة في أبحاثهم. بعد أن ضرب الوباء الإمارات العربية المتحدة في مارس 2020 ، قامت بإرسال محاضرات تعليمية عبر الإنترنت لطلابها حول بيانات المعرفة والطرق التي يتم بها تحليل البيانات في أبحاثهم. كما ساعدتهم في حضور المؤتمرات عبر الإنترنت، بما في ذلك أحد المؤتمرات التي قدمت فيها شما النيادي أعمالها الخاصة. وأضافت: "لقد ساعدتنا حقًا في نجاحنا". 

ووصفت السنوات الخمس التي أمضتها في الجامعة بأنها مرحلة مثيرة للاهتمام، تعلمت خلالها الكثير، ليس فقط علميًا، ولكن على المستوى الاجتماعي والشخصي. استطاعت شما النيادي اكتساب مهارات مختلفة في عدة مجالات، وساعدها أعضاء هيئة التدريس والطلاب على حد سواء في التعامل مع الصعوبات التي واجهتها في التواصل الاجتماعي. ساعدت الأنشطة المختلفة أيضًا في الاستثمار في معرفة الطلاب، وساعد تنوع الطلاب من مختلف التخصصات في الفصول والمتطلبات الثقافية في توسيع المعرفة في مختلف المجالات والتعرف على مجموعة من الطلاب الناجحين.

على الرغم من أن شما النيادي أكملت الآن دراستها في الجامعة، إلا أن الأستاذة تاتيانا كارابشوك تواصل مساعدتها في التوجيه في مشروعها البحثي. واكدت أن "جامعة الإمارات العربية المتحدة ليست للتعليم فقط بل للاستمتاع بالتعليم حيث يستمتع الطلاب بالجامعة نفسها لأن جميع أعضاء هيئة التدريس متعاونون، ويحاولون إنجاح عمل كل طالب".